audio
audio | transcription
string |
---|---|
أهلًا بيكم في "النادي السرّي لإدارة العالم"، أنا جمعتكم النهاردة عشان موضوع خطير جدًا جدًا جدًا، - وهو... - ثواني بس يا "مون بيه"! فين الطفل المشوي بتاعي؟! فعلًا، الخدمة النهاردة في النادي زي الزفت! عصير دم الشباب بتاعي مش طازة! هي الشباب دي كانت بايتة برة النادي ولّا إيه؟! يا حضرات، لو سمحتم! أصل أنا ما بأشربش دم الشباب داغير هنا، |
|
عصير النادي أرخص من برة بكتير. يا "ماسوني بيه"، الموضوع خطير جدًا، بعد إذنك، خلّيني أكمّل! قلقتنا يا "مون بيه"، إيه؟! عرفوا إن احنا بنحيك مؤامرات؟ بنخطط لحروب؟ بنجهّز لأوبئة؟ يا ريت! واحد اسمه "مفيد" في "العمرانية" عرف خطتنا، عرف إن احنا بنضحك على الناس، وإن "الأرض" مُسطّحة! يا خبر! يا لهوي! دي كارثة! ومش بس كدا، دا ناوي كمان يعمل فيديوهات على النت ويكشفنا! احنا لازم نتصرف فورًا! أنا عندي فكرة، احنا نضربه |
|
ضربة استباقية، وباء جديد يخبطه في مكانه، في "العمرانية". طب وهنسمّيه إيه المرادي؟ هو مش اسمه "مفيد"؟ بسيطة، يبقى MOVID-19. حلو دا! بعد الـBreak بقى، نشوف هنعمل إيه مع "مدام (فايزة)". طبعًا، طبعًا! ضروري نعرف خط سير "فايزة" من وإلى "كارفور". "مدام (فايزة)" دي اللي هي أم "مبابي"؟! لأ، "مدام (فايزة)" دي اللي اكتشفت |
|
إن احنا عايزين نزرعلها شريحة مع التطعيم، عشان نقدر نتحكّم فيها. وكمان بتنمّ مع "نبيل" في الـGym، دي معلومات قيّمة جدًا لـ"نادي إدارة العالم". وفي السهرة بقى، محضّرلكم حتة زلزال في "آسيا"، ولّا نخلّيها "تسونامي"؟ أستاذ "ماسوني" بيحب "تسونامي"، هه؟! آخر مرة كَلته لوحدك! لأ، لأ! التاني دا كان سوشي! ما تدخّلش الاتنين في بعض، أرجوك! إيه؟! مصيبة! إيه اللي حصل؟! واحد اسمه "حمادة الواعي" عمل Comment على حلقة "الدحّيح" الأخيرة، |
|
وعرف إن "الدحّيح" معانا! "الدحّيح"؟! دا كان أقوى "كارت" عندنا! هما وصلوا لـ"الدحّيح"؟! قعدت أقولّه بلاش يفصح عن مصادره! "محمود" كشفنا؟! دا كان الـ"فيرويد" بتاعنا! هنعمل إيه؟! نغتال "حمادة الواعي" ولّا إيه؟! أيوة يا "دحّيح"، احنا اتكشفنا! عايزك تزوّد سِمّ، وتقلل العسل، هه! خلّينا نخلص منه! طب، سلام! سلام، سلام. |
|
طلعت حاجة صعبة أوي! أمّال إدارة "نادي الزمالك" دي عاملة ازاي بقى؟! أعزائي المشاهدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلًا بكم في حلقة جديدة، من برنامج "الدحّيح"! ولّا مش "الدحّيح"؟! ولّا واحد تاني بيحرّك "الدحّيح"؟ هنعرف في هذه الحلقة، ما نعرفش! تخيل، يا عزيزي، لو قُلتلك إن هذا العالم اللي احنا عايشين فيه بيحكمه مجموعة من |
|
الزواحف الفضائية المتطورة! "متطورة ازاي يعني يا (أبو حميد)؟! بتقرص كدا؟!" يا عزيزي، أقصد زواحف بتطير للفضاء. "كدا كلام منطقي! انت بتقول إيه يا (أبو حميد)؟! الزواحف بتزحف، إيه اللي بيطيّرها؟!" يا عزيزي، بأقولّك إن العالم بيحكمه زواحف Aliens، Aliens يعني جايين من الفضاء. قد تظن إن شكلهم المخيف هيخلّينا نعرفهم بسهولة، بس ماذا لو قُلتلك إن هما Shape Shifters، عندهم القدرة على التحول لصورة البشر. "يا نهار أسود يا (أبو حميد)!" ومش أي بشر، يا عزيزي، دُول بيتخفّوا في هيئة شخصيات وسياسيين مهمين جدًا، زي "بايدن" وزي |
|
"أوباما"، وكمان، المشاهير اللي عندهم Followers بالملايين، زي "بيونسي" و"توم كروز" و"فادي خفاجة"، وطبعًا، هذا التخفي هو لغرض واحد فقط، الحُكم والتحكم في البشرية. "يا ساتر يا رب!" ربما، يا عزيزي، تظن أنك فتحت حلقة لـBlack Mirror بالغلط، أو فتحت كتاب لـ"أنيس منصور"، أو فيلم خيال علمي تقييمه على IMDB، 5.8! بس خلّيني أقولّك إن دي نظرية لها أتباع ومبشّرين وكُتُب! سنة 1998، هينشر البريطاني "دافيد آيك" كتاب The Biggest Secret، دا الكتاب اللي بيشرح |
|
نظرية الزواحف الفضائية بالدلائل والبراهين، كتاب،يا عزيزي، فيه أكتر من 500 صفحة. "(أبو حميد)، واضح إن دا راجل أفّاق، وما حدش اشترى الكتاب وما حدش صدّقه!" المثير، يا عزيزي، إن النظرية اللي مش عاجباك دي، وفقًا لإحصاء رسمي اتعمل سنة 2013، هيُقدّر عدد المؤمنين بيها بـ12 مليون إنسان، وإيه؟ 12 مليون إنسان في "الولايات المتحدة الأمريكية" بس، So Far يعني. دا عدد بيتجاوز عدد سكان دوَل، زي "بلجيكا" و"السويد"! 12 مليون واحد مؤمنين إن العالم بيحكمه فعليًا صراصير جاية من الفضاء! النظرية دي |
|
واحدة من عشرات، وربما المئات، من اللي بيسمّوها علماء كتير بالـConspiracy Theories، "نظرية مؤامرة"، نظريات كدا، بنشوفها مع علماء الماورائيات، زي إن "الأرض" مُسطّحة، مش كروية، وإن البشر ما وصلوش للقمر سنة 69، وإن فيه كائنات فضائية في "عين شمس"، ورا الجدار الجليدي، عند المترو كدا! نظريات، انت ممكن تكون فيها ضحية، ضحية وانت قاعد بتشوفني دلوقتي، وانت ما تعرفش حاجة من اللي بيحصل حواليك! فيه نظرية مثلًا، زي الـDead Internet Theory، اللي بتقول إن شبكة الإنترنت انتهى وجودها بالفعل سنة 2016، وإن كل التفاعل اللي بتشوفه دا هو Bots |
|
أو Robots بتمثّل إنها بشر، بتـLike وبتـSubscribe وبتتصرف كأنها موجودة، وممكن تلاقي منها Robots بتبسّط العلوم، وبتطلعلك كل سبت وتلات! آه! دا لا يُمكن يكون ضهر Robot والله! "(أبو حميد)، معلش يعني، النظريات اللي انت بتقول عليها دي، نظريات فلكية؟ ولّا إلكترونية؟ ولّا تخص أنهي موضوع في العالم؟" عزيزي، نظرية المؤامرة ممكن يكون بطلها أي موضوع، سواء الفضاء أو الإنترنت، الصح إن انت ما تبصش بس لموضوعها، وإنما أيضًا لصفاتها. خلّينا نعرّف نظرية المؤامرة، على حسب الموسوعة البريطانية، |
|
Encyclopedia Britannica، فنظرية المؤامرة هي محاولة تفسير أي حدث خصوصًا، لو كان حدث مأساوي، باعتباره نتيجة تصرفات مقصودة من مجموعة صغننة من البشر تتسم بالقوة والسُلطة، وذلك، لطبعًا، تحقيق هدف معيّن. أنا عندي تفسير أحسن للي حصل، زي مثلًا، يا عزيزي، حدث مخيف زي الكورونا، كدا أول شرط اتحقق، معانا حدث مأساوي، كدا، نظرية المؤامرة تسكت؟ تقعد في بيتها؟ لأ، لأ، لأ! تقولّك: "دا مش كفاية! فيروس طبيعي، اتحور من حيوان وراح إنسان، وانتشر من (الصين) لبقية العالم، إيه دا؟! |
|
دي قصة مملة! الحوار دا ما يلزمنيش، أنا عندي حبكة أفضل! أنا عندي تفسير أكثر منطقية للي بيحصل." وهنا نروح للشرط التاني، أشخاص عندهم قوة وسُلطة، واحدة من أشهر نظريات المؤامرة في تفسير الكورونا، هي إن راجل عنده قوة كبيرة وسُلطة كبيرة وثروة كبيرة، اسمه "بيل جيتس" هو اللي ورا الكورونا! كدا، حققنا أول شرطين. كدا بقى، فاضل الشرط التالت، الهدف. حسب النظرية دي، فكل الناس بقى اللي خدت Vaccine، اتزرعلها في الحقنة Tracking Chips، بتسمح لـ"بيل جيتس" إنه يبقى معاه Data وتحركات ملايين البشر، |
|
بما فيهم انت، وانت بتلعب في الحجز! وبكدا، "بيل جيتس" يقدر يعرف كل مكالماتك وكل أسرارك، وكل "استيكراتك" المُحرِجة! بكدا، يا عزيزي، أصبح عندنا نظرية مؤامرة متكاملة، حدث، أشخاص عندهم سُلطة، هدف سرّي. "(أبو حميد)، ما لقيتش هدف، أجيب (مروان)؟!" ألف مبروك، يا عزيزي، أصبح عندك Conspiracy Theory، خُد بالك، يا عزيزي، إن نظريات المؤامرة مش شرط تكون نظريات معقدة، ومحتاجين نألفلها كُتُب من 500 صفحة، زي نظرية "الزواحف الفضائية التي تحكم العالم"، أو حدث ضخم وعالمي زي الكوفيد، ممكن كمان، تبقى نظرية بسيطة بتفسّر ليه فريقك المفضل خسر، مش هنتكلم عن حد بعينه! أو موت ممثل |
|
في عز شبابه، ممكن توصل للـ"تي شيرت"، اللي انت بتحلف للست والدك إن انت مش لاقيه، وتيجي هي وتجيبه! "معقول أمي تكون جزء من المؤامرة، واتولدت خلف الجدار الجليدي؟! وأبويا طلع متحول، وكان في الأصل عربية (فيات)؟!" التفسير دايمًا بيرتبط بمجموعة موجودة في الضل، قوية ومسيطرة، وما حدش قادر يكشفها. كمان، مش شرط تكون نظرية المؤامرة جديدة، كتير من الناس مثلًا بتعتبر إن القرن الحالي، القرن الـ21، هو الـAge of Consipracy، عصر المؤامرات، ودا بسبب الإنترنت وثورة المعلومات، اللي بسببها نظريات المؤامرة دي زادت وبقى ليها أتباع أكتر. ولكن على حسب دراسة |
|
سنة 2022، بعنوان... ما فيش أي رابط موثوق بين زيادة الإيمان بالنظريات دي، أو حتى عددها، مع الزمن الحالي، نظريات المؤامرة هي هي من أول حريق "روما" الشهير سنة 19 ميلادية، اللي فسرته نظرية مؤامرة بتقول إن "نيرون" ناولوه ولّاعة، ولّع "روما" بحالها، بدون أي دليل تاريخي، يكاد دا يكون لسة مستمر لحد COVID-19، يعني بعد 2000 سنة! واللي بعض نظريات المؤامرة بتفسره إنه من صُنع "أمريكا"، أو "الصين"، أو "بيل جيتس" زي |
|
فهم وتصنيف نظريات المؤامرة دي، فدا سؤال حيّر العلماء، مثلًا، العالم "مايكل جيه. وود" في بحث بعنوان... لقى إن البعض مش بس مؤمن بنظريات مؤامرة في موضوع بعينه، لأ، دا ممكن يبقى مؤمن بالنظرية وعكسها، هو، مثلًا، ممكن يبقى مؤمن إن موت الأميرة "ديانا" حادث مقصود ومُدبَّر، وفي نفس الوقت، مؤمن إنها عايشة وزيّفت موتها! أو على حسب دراسة سنة 2020، المؤمنين إن الكورونا سلاح بيولوجي اتصنّع في "الصين"، أكثر قبولًا لفكرة إن "أمريكا" هي اللي مسئولة |
|
عن إطلاقه! العلماء لقوا إن فهم نظرية المؤامرة مش متوقّف على إن انت تقف قُدّام النظرية، وتحاول تفهمها، مش مهم المحتوى، لأن المحتوى، زي ما انت شُفت كدا، ممكن يبقى مهلهل، إنما الحل هنا إن تدرس المؤمنين بيها، لأن دُول العنصر الوحيد الثابت، النظريات بتروح وتيجي، والأزمنة بتتغير وبتتطور، ولكن دايمًا بيبقى فيه ناس مؤمنة بنظريات المؤامرة، فتعالوا نفهم مَن هؤلاء الناس. ربما تعتقد إن المؤمنين بنظرية الزواحف الفضائية ومؤامرة الكوفيد، ناس عقلها على أدها، أو مرضى عقليين، ولكن على حسب دراسة اتعملت سنة 2023، حللت بيانات ميه تمانية و |
|
خمسين ألف مشترك من "أمريكا" و"إنجلترا" و"بولندا" الـProfile النفسي لهؤلاء الأشخاص معقد جدًا. على حسب الدراسة، الشخص اللي مؤمن بنظرية المؤامرة بيكون Insecure ومنسحب، مش حاسس بأمان في المجتمع بتاعه، وعشان كدا، تلاقي إيمانه قوي بهذه النظرية، لأنها بتدّيله شعور بالتحكم في مجتمع هو مش حاسس فيه بالأمان، ولا حاسس إنه مسيطر على أي حاجة جواه. الباحث "روب براذرتون" بيقول إن نظرية المؤامرة ما هي إلا محاولة لعقل قلقان إنه يشوف معنى في كل الفوضى اللي حواليه، يقفش نمط متكرر، فدا، نوعًا ما، يدّيله إحساس إن فيه نظام، فيه فكرة ابتدت توضَح، دا كله، |
|
يا عزيزي، حتى لو كان غلط، هيبقى أرحم على الإنسان من إنه يحصل من غير تفسير ولا نظام، الحاجات اللي حصلت دي لم تحدث بشكل عشوائي، "آه، طبيعي، مش ممكن يكون دا مرض طلع كدا، ما حدش يعرف عنه حاجة، وما حدش عرف ازاي نيّمه كدا، فيه سبب، فيه ناس مسيطرة هي اللي عملت كدا! وعملوا كدا عشان هدف معيّن، هما عارفينه." كمان، خلّيني أقولّك إن اللي مؤمن بنظريات المؤامرة عنده إحساس بالـParanoia، ما بيصدّقش السُلطات بسهولة، سواء حكومته أو مؤسسة شغله أو أي منظومة، عشان كدا، سهل إن انت تلاقي حد مؤمن إن الكوفيد مَصدَره "أمريكا" و"الصين" في نفس الوقت، مش مهم أوي التعارض بين الكلام وبعضه، المهم إن فيه حكومة كبيرة و |
|
مؤسسة بتخدع ملايين الناس. كمان، بيكون الشخص Egocentric، بشكل أو بآخر أناني، ومركّز على نفسه، يعني، موضوع النظرية بالنسباله مش مهم، على أد ما تأثير النظرية عليه أهم. إيمانه بالنظرية مهما كان موضوعها غريب، بيدّيله إحساس إنه، نوعًا ما، متميز، منفرد عن الناس، الناس اللي حواليه دُول كلهم غلابة، مش عارفين المؤامرة اللي بتتدبّر ضدنا! دا كله بيدّيله إحساس بالتفوق والثقة بالنفس. "يعني، الناس دي يا (أبو حميد) لو عندها هذه المواصفات، بتبقى عُرضة وفريسة إنها تصدّق أي نظرية مؤامرة؟" بالظبط، يا عزيزي. أي نظرية مهما كان موضوعها مختلف، لازم يبقى فيها مواصفات معيّنة، لأن لو كان كدا، |
|
كل الناس اللي مقتنعين بنظريات المؤامرة مقتنعين بنظرية واحدة؟ ليه مقتنعين بنظريات مش بس مختلفة، ولكن كمان أحيانًا نظريات عكس بعضها؟ ليه مواضيع معيّنة بتعمل نظرية ناجحة، وليها شعبية؟ ومواضيع تانية بتعدّي بدون أي أثر؟ ليه فيه 12 مليون بني آدم صدّقوا إن فيه زواحف فضائية بتتحكّم في العالم؟ السبب ببساطة، يا عزيزي، It's a Good Story، قصة حلوة ومختلفة وغريبة. تخيل لو قُلتلك: "(أمريكا) بتحكم العالم." إيه دا؟! طب ما دا معروف! ما دا مضارع مستمر، إيه المختلف في دا؟! ما الأخبار طول النهار والليل بتقولّنا إن "أمريكا" بتحكم العالم، و |
|
دايمًا "الصين" أو "روسيا" عايزة تيجي تركب مكان "أمريكا"، مُتوقَّع! هاتلي بقى كائنات من مجرات مختلفة، ويبقوا زواحف، وبيخشوا، لأ، دا حلو دا، دا فيلم Aliens! قصة الزواحف دي هنلاقيها متشابهة مع واحدة من أقدم القصص في التراث الإنساني، "ملحمة (جلجامش)"، اللي بتحكي عن البطل "جلجامش" مَلِك مدينة "أوروك"، اللي بيواجه وحوش مخيفة بتهدد حُكمه، واللي بيعتبرها الباحثين قصة البطل الأول في تاريخ البشر، واللي على "كتالوجها"، اتكتبت ملاحم "هرقل" و"أكيليس". دي ملحمة عاشت لحد النهاردة، لأن جواها "تيمة" ما بتقدَمش، "تيمة" الـUnderdog، |
|
البطل القِلّة الضعيف، اللي بينتصر على وحوش أكبر منه بكتير، "تيمة" موجودة من أول "داوود" و"جالوت"، مرورًا بالـLion King، لحد "ناصر الدسوقي"! قصة الزواحف الفضائية دي، لو دخلنا في تفصيلها، هنلاقيها قصة إنسان في مواجهة الـArchons، وحوش مخيفة بتسيطر على العقول عن طريق مناهج الدراسة والسياسة، ويتغذوا على البشر زي مصاصين الدماء، وخصوصًا، على مشاعر الخوف والكراهية اللي موجودة جواهم، حبكة، يا عزيزي، مستحيل إن البشر ينتصروا فيها! ولكن لو حد صدّقها، هيبقى هو الـUnderdog اللي بيحاول يعرّف الناس إن |
|
"الحقوا، فيه وحش كبير بيستغل التعليم والسياسة عشان يخدع عقولكم! أنا المُستضعَف في قلب قصة صعبة، كله فيها اتخدع واتّاكل وهو لسة واقف!" كل نظريات المؤامرة عشان تنجح لازم تبقى صعبة ومخيفة، واللي بيصدّقها، حاسس إن هو، بشكل أو بآخر، بطل وحيد، ولمّا تكدّب فيه أكتر، يزداد إيمان بيها أكتر، لأن دا بيدل على إن النظرية صح. واقف قُدّام سيناريو مُحكَم، جايز ما ينتصرش عليه، بس إحساسه بالثقة والتفوق والمعرفة ما لهوش أي حدود! "خلاص يا (أبو حميد)، عرفنا النظرية وموصفات أتباعها وخصائصها، وأنا وعد منّي، لو لقيت حد |
|
مقتنع إن الزواحف هما اللي بيحكموا العالم، هأسيبه براحته، مش هأقول إن دا غلط أو صح، لأن كدا هيتمسك بالقضية بتاعته أكتر. يتصرف هو بقى، يحل مشاكله! خلّص يا (أبو حميد)، الموضوع مش هنقعد نتكلم فيه كتير! انهي بقى يلّا الحلقة، وهاتلنا حلقة بقى عن (ميسي)!" عزيزي، خلّيني أسألك سؤال زاحف. - "إيه؟!" - ثعباني يعني. لو سألتك، إيه نظرية المؤامرة اللي انت يا خلبوص مؤمن بيها، تفتكر هتكون إيه؟ "جرى إيه يا (أبو حميد)؟ أني بأشوفك، بأتفرج عليك، وبأقرا المصادر، وما بأصدّقش في الحاجات دي هي. انت يا (أبو حميد) بتتهمني بالجهل، وأنا تكاد جرعات الوعي السامة |
|
تنهشني!" المشكلة، يا عزيزي، إن من أهم سمات أتباع نظريات المؤامرة، إن هما عندهم يقين تام إن هما مش مؤمنين بنظريات المؤامرة. "طب يا (أبو حميد)، ما كدا كلنا ممكن نبقى كدا!" الحقيقة، يا عزيزي، إن كلنا عندنا نظريات مؤامرة. "إيه يا (أبو حميد)؟! طب دا معناه إن احنا كدا كلنا ممكن نبقى جزء من نظرية مؤامرة!" ما هو، يا عزيزي، فيه نظرية مؤامرة بتقول إن احنا كلنا جزء من نظرية مؤامرة بس احنا ما نعرفش إن احنا من نفس هذه المؤامرة، احنا، يا عزيزي، عايشين زي ما نكون وسط مرايتين لحلّاق، فيه Meta، كل حاجة وانعكاسها موجودة، وهكذا وهكذا وهكذا! في كتابه "نظريات المؤامرة الأمريكية"، بيقول "جو أوسينيسكي" |
|
وزميله "جو بيرنت" إن نظريات المؤامرة شيء مُشترَك بين كل البشر، لا يُمكن تلاقي شخص إلا إذا ممكن مؤمن بنظرية أو باتنين. "يا (أبو حميد)، أنا شارب وعي لمّا طفحان! لا يُمكن نظرية غير علمية تتسلل لوعيي، انت بتتكلم مع عزيزك (فرانسيس بيكون)." في كتابه "عقول متشككة: لماذا أصدّق نظريات المؤامرة"، بيقول "روبرت براذرتون" إن كلنا بنؤمن باللي انت بتقوله بالظبط، يا عزيزي، احنا موضوعيين ولا يمكن نقع أبدًا في فخ هذه النظريات، ودا بفضل عقلنا اللي قدر يفحص المعلومات ويوصل لحل منطقي، |
|
ولكن ماذا بقى، يا عزيزي، لو قُلتلك إن عقلنا نفسه هو اللي بيخدعنا؟ في كتابه، Thinking Fast and Slow، "التفكير السريع والبطيء"، بيقول عالم النفس الحائز على جائزة "نوبل"، "دانيال كاهنيمان"، إن عقلنا شغال بنظامين، العقل المتأني اللي بيحلل وبيفكر، وعقل تاني متسرّع وعاطفي. على حسب ورقة بعنوان... بيقول "لورينزو جاجلياردي"، إننا كلنا ما بنصدّقش إننا ضحايا لنظريات المؤامرة، لأننا فاكرين إن عقلنا الأول |
|
هو اللي شغال على طول، إن العقل الي هو بيفكر وبيدرس وبيخطط، هو اللي بيستلم المعلومة في الأول، في حين إن لأ، العقل التاني العاطفي المتسرّع هو اللي بيسرع وبيلقفها الأول، دا بيوقعنا في ما يُسمّى بالـCognitive Bias، العقل المتسرّع العاطفي دا ياخد، يحلل، ويفكر، وبعد كدا بقى، يقوم داخل بقى Number 1، يقوم قايل: "آه، احنا عندنا عاطفة فيها تخوُّف، خلّيني أدوّر على الحاجات اللي تثبت إن الموضوع دا يخوّف." بيبدأ يبررله، بس بشكل ذكي |
|
بقى، اللي هو بقى: إيه الأسباب الكونية؟ إيه الأسباب المنطقية؟ حصل إيه قبل إيه؟ حصل إيه بعد إيه؟ كدا. يا راجل، كنت جيت الأول، حلل المعلومة، سايبها لدا، وبعد كدا جاي تحللها؟! بعد ما حصلّها عملية Processing؟! الانحيازات المعرفية دي عاملة زي ما تكون بتحب واحدة، كل الناس اللي تعرفها بتقولّك إنها ما تنفعكش، أبوك وأمك وأصحابك وإخواتك، والشيف "الشربيني" والشيف "علاء الشربيني"، كله بيقولّك ما تنفعش! لكن انت شايف الـ10 عيوب اللي موجودين فيها ومركّز على ميزة واحدة بس إن شخصيتها |
|
حلوة، تبقى كدابة ومخادعة ونصابة ومرابية، بتسلّف بفوايد، وانت عارف، بس حنينة! تسيب انت كل دا، وتقفش إنها حنينة، دا، يا عزيزي، أشهر انحياز في التاريخ، "الانحياز التأكيدي"، اللي كل الناس بتتكلم عليه عشان تقنع الناس التانية إن هي منحازة للحاجات اللي بتأكد كلامها، انت بتدوّر على اللي يأكدلك وجهة نظرك، بغض النظر عن أي حاجة تانية. فيه كمان انحياز تاني اسمه "انحياز العربة"، الـBandwagon Effect، إنك تعمل حاجة لمجرد إن كل الناس بتعملها، بتختار مثلًا لبسك، لأن الموضة |
|
كدا، من غير ما تسأل انت حابّه ولّا لأ. "(أبو حميد)، أنا اللي أعرفه إن العقل زينة، إيه اللي بهدله كدا؟! ليه بيقع في هذه الانحيازات؟! ليه ما نفكرش بتأني؟ بالـSystem الأولاني بتاع التفكير والتحليل والتخطيط؟" الحقيقة، يا عزيزي، إن عقلك بيحميك، الانحيازات دي بالنسباله مش غلطات، وإنما Shortcuts، Effective Mental Shortcuts، بدل ما المخ يقعد يتعامل ويحلل معلومات كتير، ممكن يوفر وقت، ويعملها كدا! ليه كل حاجة في الدنيا هتيجي للمخ هيقعد يحط فيها Processing Power وBrain Power، ويفكر في كل |
|
حاجة؟ كدا هيضيّع وقت، حتى لو مش بالضرورة صح! أنا مثلًا، عايز أتعرّف على بنات، فأنا بدل ما أقعد أشوف دراسات بتقول المفروض ألبس إيه والمفروض أبقى عامل شعري ازاي، والمفروض أبقى بأقبض كام، لأ، أنا أقول إن البدلة الحمرا بتجيب بنات، زي ما اللون الأحمر بيجيب تيران! آه، Mental Shortcut، عبيط شوية، بس يعني... You Got The Point! أقولّك، يا عزيزي، على معلومة Misconception عند بعض الناس، انت فاكر إن اللون الأحمر بيهيّج التيران؟ دا مش صح، الحصار حوالين التيران هو اللي بيهيّجها، لو انت نزلت بعلامة صفرا، هييجي عليها برضه. فدا الـShortcut اللي انت متخيل الأحمر بيهيّج التيران عشان بقى هو لون أحمر ودم وكدا، فأنا عايز |
|
وزي ما دا أوقات بيكون مفيد لبقائك، زي مثلًا، انت تشوف الأغلبية رايحة فين، فتروح معاها، فبالتالي، فرص نجاتك تزيد، إلا إن برضه، أحيانًا كتير دا ما بيكونش صح، في أحيان كتير، لو ما خدتش قرار سريع، وفضلت تتأنى وتفكر وتتأمل، ممكن يبقى هو دا النجاة، صحيح البطء دا ممكن يبقى السبب في إن عربية تيجي تشيلك، أو أسد ييجي ياكلك، بس أحيانًا، بيكون كويس، يعني من الآخر، الـMental Shortcuts لها ما لها، وعليها ما عليها، زي أغلب الحاجات اللي في برنامج "الدحّيح". ولكن بما إننا دلوقتي بنتكلم على نظرية المؤامرة، فخلّينا نركز أكتر على اللي عليها، مش اللي لها، زي مثلًا، يوم |
|
سنة 1963، بيتم اغتيال الرئيس الأمريكي "جون كينيدي"، وأثناء مراجعة الصور للوصول للشخص اللي نفّذ العملية، هيُلاحَظ إن قبل الاغتيال دا بلحظة، فيه شخص اسمه "لوي ستيفين ويت" بيفتح الشمسية بتاعته، راجل معدّي كدا، فتح الشمسية، دا، يا عزيزي، هيخلق واحدة من أشهر نظريات المؤامرة، هيسمّوه بالـUmbrella Man. هذه النظرية بتقول إن فتحة الشمسية كانت إشارة، إن فتحة الشمسية دي لم تكن عملية بريئة، واحد عايز يحمي نفسه من الشمس ولّا من المطرة، لا، دي كانت إشارة، إشارة |
|
إن يلّا، اضرب Now! الإشارة اللي كان منتظرها القناص، وبالتالي، قتل الرئيس "كينيدي" كان مؤامرة كبيرة، فيها تخطيط وأشخاص متورطين فيها، مش مجرد جندي Marines سابق معاه سلاح وعنده اضطرابات نفسية، دا Too Basic! ورغم إن هذا الـUmbrella Man ظهر في الـMedia كتير، عشان يأكد إن: "يا جماعة، أنا والله بس الشمس كانت قاسية عليا شوية، بأفتح الشمسية، بالصُدفة! والله العظيم، أنا راجل معدّي! "بس لأ، انت اللي ادّيت الإشارة!" دي، يا عزيزي، مغالطة بنسمّيها الـConjunction Fallacy، مغالطة الاقتران، |
|
حدثين بيحصلوا في وقت واحد، كل واحد منفصل عن التاني، فنخلق بينهم علاقة سبب ونتيجة. هذه المغالطة واحدة من أهم أركن نظريات المؤامرة، أحداث ما لهاش علاقة ببعض، لكن احنا نخلق سيناريو، ونحط الاتنين دُول مع بعض، ونخلق بينهم علاقة. المخيف إن على حسب دراسة لـBrotherton and French، لمّا عينة اتعرّضت لمغالطات منطقية، مغالطة الاقتران تحديدًا، واتحطلها نتايج بتوحي بنظرية المؤامرة، %77 من العينة وقعوا في هذه المغالطة، انت متخيل، يا عزيزي؟ بنتكلم في 80% من الناس! متخيل عقلنا يقدر يخدعنا ازاي؟ |
|
مغالطة تانية مشهورة اسمها الـProportionality Bias، وهي افتراض إن أي نتايج عملاقة وقوية، لازم اللي يكون سبّبها حدث قوي بحجمها. يعني مثلًا، ما فيش حاجة اسمها الكوفيد أو وباء يغزو العالم، مش فيروس متحول هو اللي يعمل كل دا، لازم يبقى فيه حكاية كبيرة ورا كل دا، في تجربة Leboeuf and Norton، سنة 2012، عرضوا عينتين من المشتركين لسيناريو اغتيال "كينيدي"، أول عينة، ادّولهم معلومات عن موت "كينيدي"، بس ربطوها بنتايج مخيفة حصلت بعد كدا، زي مثلًا، استمرار حرب "فيتنام" وموت 40 ألف إنسان. بينما العينة |
|
التانية، قالولهم إن "كينيدي" مات عادي، فيه واحد مضطرب ضربه بالنار. النتيجة كانت إن العينة الأولى كانت أميل لأن موت "كينيدي" كانت مؤامرة كبيرة، مش مجرد قاتل فردي جه قتله، فيه أجهزة اشتغلت في الظل وعملت دا. المخيف، يا عزيزي، إن الانحيازات دي مش بس بتخلّي العقل يصدّق نظريات مؤامرة، نظريات ممكن تكون صعب تتصدّق في العادي، إنما بتخلق اللي بيسمّيه "لورينزو" الـBelief Updating، وهو استمرار تصديق العقل لهذا النوع من النظريات، وبدل ما العقل بتاعنا دا يحاول يفنّدها ويحللها، ويشوف ازاي دي ممكن تبقى غلط، نلاقيه |
|
بيحرسها ويتمسّك بيها، وبالتالي، يبقى عُرضة لتصديق نظريات مؤامرة أكتر. واحد من الانحيازات المشهورة اسمه الـAvailability Bias، دا انحياز المخ إنه يصدّق معلومة لمجرد إنها اتكررت قُدّامه كتير. على حسب دراسة سنة 2008، فأهم انحياز بيخلّي إيماننا بنظريات المؤامرة Updated، هو تعرُّضنا لنظريات مؤامرة كتير، أو تكرار تعرُّضنا لنظرية مؤامرة معيّنة أكتر من مرة، الدراسة، اللي بأحكيلك عنها دي، قسّمت المشتركين لعيّنتين، اتعرض على الجزء الأول نظرية مؤامرة عن موت الأميرة "ديانا"، والعينة التانية ما |
|
عرضوش عليها نظرية مؤامرة تفسر موت الأميرة "ديانا". طبعًا، العينة الأولى كانت أميل للتصديق، "يا (أبو حميد)، طب ما دا مش محتاج إن انت تروح تجيب علماء و(ديانا) ونقتل ناس وكدا، ليه؟ ما المَثَل، لو سألت ستّي، هتقولّك إن الزن على الودان أمرّ من السحر." يا عزيزي، المشكلة إن ما يميز هذا الزمان عن زمان ستاتنا، إن القرن الـ21 هو الـAge of Conspiracy، عصر نظريات المؤامرة، مش لأن بالضرورة المؤامرات زادت، وإنما لأن تعرضنا لسيناريوهات المؤامرة بقى أكتر بكتير، وهنا، بيشتغل |
|
الـConfirmation Bias اللي كلمتك عنه، فانت بيبقى عندك Available نظريات مؤامرة، فانت تفضل تتعرّض لنظريات مؤامرة، لنظريات مؤامرة، لنظريات مؤامرة، فتصدّق إن فيه نظريات مؤامرة، فتبدأ بعد كدا أي حاجة في العالم بتشوفها، بتحاول تـConfirm إن انت مؤمن بنظرية مؤامرة، فتفضل بقى في Loop. فالأول، من كتر ما نظريات المؤامرة موجودة، انت بتبدأ تصدّقها، ومش بس بتبدأ تصدّقها، دا انت بتبدأ كمان تدوّرلها على أدلة، الـConfirmation Bias، انت، يا عزيزي، المفروض إن مخك بيشتغل إن انت تلاقي دليل، فتصدّق النظرية، اللي بيحصل دلوقتي إن انت بقيت تصدّق النظرية، بعد |
|
كدا، تدوّرلها على دليل. "لا مؤاخذة يا (أبو حميد)، بس بما إننا كلنا عندنا انحيازات تأكيدية، ليه مش كلنا مؤمنين بنظريات المؤامرة كلها؟" يا عزيزي، أول ما الناس كلها تؤمن بنظريات المؤامرة، تتوقف عن كونها نظريات مؤامرة، لأن، يا عزيزي، الانحيازات جوا عقولنا مهما كانت ثابتة في دماغنا كلنا، إلا إن مثلًا بيننا اختلافات ثقافية أو بيئية، ودرجات ذكاء متفاوتة بين شخص والتاني، يعني مثلًا، لو شخصين شافوا الصبح قُط أسود، واحد هيقع في مغالطة الاقتران ويربط دا بالنحس، وواحد تاني، أول ما عقله يقولّه كدا، هيلاقي عنده ثقافة |
|
تطمنه إن الكلام دا مش حقيقي، أو لأن بيئته أقل إيمانًا بالخرافات، فعقله هيرفض الكلام دا. "يا (أبو حميد)، طب ما اللي عايز يصدّق، يصدّق، واللي مش عايز يصدّق، ما يصدّقش! اللي عايز يتشائم من القطة السودا، براحته! اللي عايز يصدّق إن فيه زواحف فضائية، براحته! الكورونا مؤامرة، براحته! ليه شاغل بالك بالموضوع دا؟! ما تسيب يا عم عقلنا يلعب براحته!" يا عزيزي، مش عايز أوصفك بالأهوج، ولكن انت أصبحت عندك Level من الـTolerance عالي شوية، ودا يشكّل خطر عليك، لأ، مش هينفع! الإيمان بالخرافات ونظريات المؤامرة ممكن يبقى Theoritical، |
|
قاعد مع حد، فبيقول كلام غلط في القعدة، وشكرًا! إيه تأثير دا على المجتمع؟ المشكلة، يا عزيزي، بتحصل لمّا بيبدأ الموضوع يتسلل للأروقة العلمية، أو لمّا يبقى ليه تأثير على المجتمعات بشكل طبي، ساعتها، يا عزيزي، نظريات المؤامرة ممكن تقتل! خلّيني أحكيلك نظرية الدكتور الإنجليزي "أندرو ويكفيلد"، دا راجل عمل مؤتمر صحفي سنة 1998 في "إنجلترا"، عشان يحذر العالم من تطعيم الـMMR، دا تطعيم ضد الـRubella والـMeasles والـMumps. الـMeasles دي، يا عزيزي، الحصبة، الراجل دا قال إن تطعيم |
|
الحصبة هيصيب الأطفال بالتوحد، "طب ما هو فعلًا يا (أبو حميد) بيصيب الأطفال بالتوحد!" "(أبو حميد)، لو سمحت، انت عملت حركة بوشك كدا، مش محترمة يعني! ممكن تحترم آراء الآخرين؟" آراء الآخرين إيه يا عزيزي؟! دي كارثة! التصريح دا هيقلب العالم! وأسماء مشهورة هوجاء زيك هتصدّقه! "جيم كاري"، يا عزيزي، شخصيًا هيصدّقه، وهتظهر مؤسسات ضد تطعيم الأطفال والبشر عمومًا، وهتصنّف هذا الـ"ويكفيلد" إنه الأب الروحي للحركة المضادة للتطعيم، الـAnti Vaxxers. هذا التصريح هيتسبب في إن نسبة التطعيمات |
|
في دولة زي "إنجلترا" هيقلل نسبة التطعيمات 80%، متخيل؟! لدرجة، يا عزيزي، إن هيحصل انتشار كبير جدًا للحصبة في "بريطانيا" كلها، وهيتسجل 16 ألف حالة! رغم إن المفروض من سنة 94 كان التطعيم نجح Almost في القضاء على الحصبة، يعني خلاص، قفّلنا المرض وسلّمناه! هنرجع سنة 2006، وتتسجل في إ"نجلترا" أول حالة لمراهق عنده 13 سنة يموت من الحصبة! وفي 2008، يتم إعلان الحصبة كمرض متوطن في إنجلترا كلها! متخيل يا عزيزي؟ بلد "نيوتن" و"مايكل فاراداي" و"ديفيد بيكهام" يحصل فيها دا؟! |
|
على جمهورية استوائية في القرن الـ18، مع كامل احترامي للجمهوريات في القرن لـ18 والجمهوريات الاستوائية. الـPlot Twist، يا عزيزي، وهو في الواقع ليس Plot Twist أوي يعني، إن في 2004، هينشر صحفي استقصائي اسمه "براين دير" دليل إن دكتور "ويكفيلد" قبل بحثه عن أضرار تطعيم الـMMR بتاع الحصبة، كان شغال على بحث بديل منافس للتطعيم دا. "آه! مش دا يا (أبو حميد) اللي بيسمّوها الـConflict of Interest؟" يا ريت، يا عزيزي، كانت Conflict of Interest بس، دا الراجل يُقال إنه خد رشوة كمان! "ما يعرفش يا (أبو حميد) |
|
اولّا إيه؟!" أيوة، يا عزيزي، نُص مليون جنيه إسترليني، خده من شركة محاماة كانت بتدعم البحث المنافس دا. الشركة نفسها هي اللي جابتله الآباء والأمهات، اللي هما أصلًا أصلًا شاكين إن التطعيم دا جاب لأبنائهم توحد، ولا تسألني عن نزاهة وحيادية البحث العلمي! "حلو يا (أبو حميد)!" الحقيقة، يا عزيزي، إن دي كانت أقل حاجة عملها "ويكفيلد"، لأن التحقيق كشف إنه كان بيتلاعب كمان بالتاريخ المَرَضي للأطفال، بحيث يلفّق إن هما تأثروا بالتطعيم بشكل سلبي، وسجّل نتايج أبحاث، على الأقل، على الأقل يعني، أنها غير دقيقة، دا لو ما كانتش مزورة! التحقيق |
|
في سحب ورقة "ويكفيلد" البحثية، اللي كان بنى عليها تصريحاته الشهيرة، واتسحبت كمان رخصته لممارسته للطب من بابه، من "إنجلترا"! ثم بعد كدا، الراجل تاب، الحمد لله، ونفى أي ارتباط بين التطعيم وإصابة الأطفال بالتوحد، لكن After When؟ After What؟! آلاف المرضى بعضهم مات، كانوا ممكن يبقوا معانا النهاردة، لولا هذه الكذبة، ولولا هذه المؤامرة والتصديق فيها! قد تتوقع، يا عزيزي، إن بعد 2004، خلاص، العالم كله عرف، والراجل دا اتفضح، لكن الحقيقة إن المقالة اللي بتوصفه بـ"الأب الروحي" للحركات |
|
المضادة للتطعيمات، اتنشرت عارف امتى؟ سنة 2016! برغم كل الوفيات والأرقام المرعبة، والأطباء اللي طلعوا اتكلموا والورقة اللي اتسحبت والراجل نفسه اللي طلع قال: "يا جماعة، اللي أنا قُلته دا غلط! إلا إن هناك الملايين من الناس المقتنعين إن التطعيمات خطر وجزء من المؤامرة على البشر! بل مقتنعين بإن "ويكفيلد" اتعاقب لأنه كشف هذه المؤامرة، وأُجبِر على الاعتذار! هنا، يا عزيزي، نظريات المؤامرة أصبحت خلاص، مِلك الجمهور، اللي طلّعها ما عادش له تأثير عليها، كأنها بقت كائن حي أو جنين منفصل، ليه حياته |
|
المستقلة، بتفضل الناس بقى تحط فيه حاجات، وتشيل منه حاجات، وتحط فيه حاجات، وتشيل منه حاجات. وأحيانًا، ممكن يعيش، حتى لو ثبت بالأدلة العلمية إنه ممكن يقتل! الحقيقة، يا عزيزي، عشان ما أظلمكش وما أظلمش المؤمنين بنظرية المؤامرة، اللي أنا منهم على فكرة، بس مش هأقول النظريات اللي أنا مؤمن بيها، خلّيني أقولّك إن حتى العِلم بيقولّنا حاجات تصديقها صعب ومستحيل، إيه مثلًا اللي يفرق بين الزواحف الفضائية والـQuantum Mechanics؟ ما هو الـQuantum Mechanics بتقولّك إن فيه شيء ممكن يبقى موجود في مكانين في نفس الوقت، بشكل بسيط يعني، |
|
مكان واحد لمّا انت تبصّله. "يا سلام! الإلكترون بيلعب استغماية؟!" الحقيقة، يا عزيزي، إن أنا اللي سألت السؤال دا على لسانك، وهأحاول إن أنا أقول ليك إن سؤالي وجيه، وأحاول إن أنا أجاوبني عليه. مش هأقدم إجابة علمية، وإنما هأقدم إجابة من فلسفة العِلم، بطلي، هأتكلم على بطلي، بطلي الشخصي، الفيلسوف "كارل بوبر"، صاحب كتاب "منطق الاستدلال العلمي"، والصديق الشخصي للأستاذ "شادي عبد الحافظ". عمك "كارل بوبر" بيقول لو فيه شيء واحد بيفرّقلنا بين الحقايق العلمية وبين الخرافات ونظريات المؤامرة، برغم إن الاتنين ممكن يستخدموا نفس مصطلحات العِلم، ويتكلموا عن |
|
ونظريات وخبراء، الفرق هو إن الحقيقة العلمية قابلة للقياس، قابلة إنها تبقى Falsifiable، يعني، النظرية العلمية نظرية نقدر نقول مش ازاي هي صح، لأ، نقدر نقول ازاي هي ممكن تبقى غلط، فنحاول نغلّطها، فما نعرفش، فنقول: "إيه دا؟ شكلها جامدة! احنا نفكر في طريقة تانية، نحاول نغلّطها تاني!" فنحاول نغلّطها، "إيه دا؟ ما بتتغلّطش!" كدا. كان أحد العلماء بيقول: "المشكلة في النظرية بتاعتك إنه It's Not Right, It's Not Even Wrong." It's Not، انت بتعرضلي نظرية لا يُمكن ألاقي |
|
عليها أدلة غلط، ما أقدرش أكذّبها، ما أقدرش أعمل تجربة تكذّبها، وتقيس الـEffect بتاعها. نظرية المؤامرة مثلًا أصحابها بيحاولوا يجمّعوا حواليها قرائن عشان تأكدها، مش بيختبروها، مش بيـ"كونسيدرو" حتى الحاجات اللي ضدها، هما بس بيجمّعوا اللي يأكدها! بينما أول حاجة بيعملها العالم لمّا ييجي يختبر نظريته، هو إنه يحاول يلاقي إثبات خطأها، لازم، يا عزيزي، أي طرح علمي يبقى فيه طريقة إن أنا أشكك فيه، غير كدا، تبقى ما هياش علمية، لازم تبقى Falsifiable، لازم تبقى فيه طريقة |
|
إن احنا نختبر حاجة، فنقول: "آه، This Is Wrong!" لأن أنا لو فضلت أجمّع حاجات تأكد النظرية، مش هأخلص! مش بس كدا، يا عزيزي، الحقيقة العلمية لازم تبقى قابلة لإعادة الإنتاج، يعني، النتيجة اللي هأشوفها مرة، أقدر أشوفها تاني وتالت ورابع وخامس، وهنا، يا عزيزي، بيبقى اسمها قانون. يعني مثلًا، قانون الطفو، اللي اتحقق في زمن "أركميدس"، بيتحقق بنفس نتايجه من قبل "أركميدس" ولحد النهاردة، ساعتها، يا عزيزي، يبقى اسمها حقيقة علمية، Scientific Fact، تقدر دايمًا يتم اختبارها بإنها تعملّي تنبؤات على المستقبل نيجي لحظة في ال |
|
مستقبل، نشوف: "إيه دا؟ دا التنبؤ اللي كان متوقعينه، طلع صح!" إيه دا؟ أنا أقدر أغيّر فيها، وأشوف أد إيه ممكن تبقى غلط! تمام." "إيه دا؟ دي بتطلّعلي نتايج كل مرة زي ما أنا متوقع." لكن حاجة بقى، لا أنا قادر أختبرها، ولا قادر أقرر نتايجها، ازاي أقدر أثبت إن "ترامب" زاحف فضائي، أو مش زاحف فضائي؟! إيه الزاحف الفضائي أصلًا؟! شكله عامل ازاي؟! جه منين؟! من الآخر كدا، لمّا حد يقولّك مثلًا: "(الأرض) مسطحة" أو "(الأرض) كروية" ما تركّزش، يا عزيزي، في الأدلة والبراهين من كل اتجاه، بينما اللي المفروض تركّز فيه هو المنطق اللي كل |
|
واحد من الاتنين بيعرضه، وتزُقها في كل الاتجاهات، وتشوف هي هتصمد في الاختبارات القياسية العلمية، ولّا لأ، يعني من الآخر، يا عزيزي، اسمع دي، وركّز فيها، العِلم احنا بنحاول نكذّبه، لمّا ما بنعرفش، بنصدّقه. عشان كدا، الأوراق العلمية بتفتخر إنها مرت بعملية الـPeer Review، "احنا عرضنا اكتشافنا العلمي" علماء من كل حتة بقى دخلوا بالسكاكين والمطاوي وبالشوم، وقعدوا يضربوا، إن هما يعرّفوا غلطة في هذه النظرية، مش عارفين! ساعتها، هذه الورقة بيتم نشرها، |
|
وتصبح في التراث العلمي. التراث العلمي اللي ممكن يتغلط في أي لحظة، بس لحد ما يتم دا، احنا معترفين بيه. في النهاية، يا عزيزي، نظرية المؤامرة جذابة وساحرة وممتعة وبسمسم، بينما العِلم ممل ومرهق وبطيء وبارد! وما بيوعدكش أبدًا إن هو أكيد هيلاقي تفسير، وإنه لو لقاه، مش هيبقى التفسير اللي انت عايزه، ولو التفسير اللي انت عايزه، مش هيبقى ممتع كفاية إنه ينتشر وسط الناس. لأن العِلم مهتم بشيء واحد، وهو محاولة إيجاد الحقيقة، حتى لو كانت غير مطمئنة، وحتى لو |
|
كانت مخيفة. أو بتعبير الكاتبة الأمريكية "كاثرين نوريس"، نظريات المؤامرة هي الملجأ الذي يلجأ إيه هؤلاء الذين فقدوا فضولهم وقدرتهم على التأقلم، عشان كدا، يا عزيزي، العلم هو إن فضولنا يغلب خوفنا، ونقطة قوته إنه ما بيثقش في عقلك، إنما بيحط ألف اختبار، عشان يثبت صحته، ولو فشل في كل هذه الاختبارات، إذًا هو ليس عِلم. بس كدا، يا عزيزي. أخيرًا، وليس آخرًا، |
|
ما تنساش تشوف الحلقات اللي فاتت، تشوف الحلقات الجاية، تنزل تبص على المصادر، ولو احنا على الـ"يوتيوب"، نشترك على القناة. في النهاية، يا عزيزي، عايز أأكد عليك، وأحرص، أرجوك، لا تنجرف وراء كل ما هو ليس علمي، ووراء كل ما هو بيعمل تنبؤات بالحظ كدا، ووراء كل ما هو ممكن يبقى فيه من المؤامرة، إلا الكِوَر الساخنة والباردة في قرعة الـChampions League، دي "كارل بوبر" مأكدلي إن هي شغالة! "أنشيلوتي"، "ريال مدريد"... دا قانون! |
|
README.md exists but content is empty.
- Downloads last month
- 26